الجمعة، 8 أغسطس 2008

الأب الغربى الحمش...و المجتمع الليبرالى الرِوِش


يعتبر الفيلم السينمائى مرآة لوضعية ومشاكل المجتمع وانعكاسا لقيمه ومفاهيمه,ففيلم (الأرض) مثلا صوّر اعتزاز المواطن المصرى البسيط بأرضه واستعداده للدفاع عنها حتى الموت حتّى ولو كان ذلك فى مواجهة خصم غاشم يفوقه قوة لأنه يعتبر أن أرضه هى شرفه الذى يجب ألا يفرّط فيه, وفيلم (الحب فوق هضبة الهرم) يعكس صعوبة الأحوال الاقتصاديّه ومدى الاحباط الذى يعانى منه الشباب المكافح الذى يرغب فى تكوين أسره,وفيلم (أم العروسه) كان تسجيلا واقعيا لحال الأسره المصريّه البسيطه وكفاح رب الأسره وأم البنات من أجل وضع أبنائهما على أول طريق الحياه والاطمئنان على انجاز مهمّة تربيتهم على أكمل وجه,وفيلم (انتبهوا أيّها الساده) كان صرخه فى وجه الانفتاح الذى استبدل القيم بالقيمه.



ولهذا.... لم أستغرب عند مشاهدتى لذلك الفيلم الأمريكى الذى دارت أحداثه عن ذلك الأب الأمريكى (الحمش) و (الغضنفر) حسب مفاهيم المجتمع الأمريكانى (الهشّك بشّك) والذى تمسّك بقيمه الراسخه وصمّم على منع ابنته الصغرى من مواعدة الشبّان قبل أن يطمئن قلبه الى أن ابنته الكبرى المضربه عن اقامة العلاقات مع الجنس الآخر قد بدأت فى مواعدة الشبّان أولا (ونعم الأخلاق.....والأصول أصول ....مش كده برضه؟؟؟).



وبما أن الأخت الصغرى وصديقها قد ضاقا ذرعا برجعية والدها المتزمّت والتى تحول دون ممارستهما لحقوقهما الطبيعيه فى السماح للشاب بالذهاب لبيت صديقته ولم لا للاختلاء بها أيضا فى غرفتها بينما تقوم أمّها المصون باعداد النسكافيه لهما وتركه أمام باب الغرفه منعا لازعاجهما فى الوقت الذى يقوم الأب الروش فيه باعداد الهامبورجر لهما فى الحديقه بصحبة كلب الأسره فانّهما قرّرا اختراق ذلك الحصار والالتفاف حول هذه العقليّه المتحجّره لوالدها بأن قاما بتأجير شاب حليوه لدغدغة مشاعر أختها الكبرى حتى تقع فى حبّه وتبدء فى مواعدته تمهيدا لرفع الحظر عنهما.



وهنا , دعونا نلهب أكفّنا تصفيقا لهذه الأفلام الأمريكيّه الهادفه ولنرفع أيدينا ونتوجّه بالدعاء أن يستفيد العالم الحر المستنير بهذه القيم الأمريكيّه العصماء وأن يكون هذا الأب الأمريكى الحمش مثلا يحتذى به وقدوه يهتدى بها.



ونظرا للنجاح الساحق الذى حقّقه الفيلم فقد تنامى لعلم المجلاّت الفنّيه المتخصّصه أن منتج الفيلم يفكّر فى اعادة اخراجه مرّه أخرى برؤيه جديده يجعل فيها ذلك الأب المتزمّت الحمش يظهر فى صورة عميل للــــ(اف.بى.آى) فيتمادى فى تشدّده ويرفض تصديق المعلومات الوارده له عن بدء ابنته الكبرى فى مواعدة الشبان فيقوم بتعليق موافقته على اعطاء الضوء الأخضر لبنته الصغرى فى مواعدة صديقها لحين قيامه بجمع بعض الأدلّه حتى يطمئن قلبه مثل العازل الطبّى الذى استخدمه صديقها شريطة أن يكون عليه بصماتها, وان كان فى نهاية الفيلم لن يطلق العنان لعلاقات بنته الصغرى الجنسيّه الا عندما يشاهد بنته الكبرى وصديقها فى الفراش على شريط فيديو(صوت وصوره وبالألوان) يتم تحليل محتوياته فى معامل المخابرات المركزيه الأمريكيه.

ليست هناك تعليقات: