الجمعة، 8 أغسطس 2008

أخوكم مزنووق....فى باب اللوووق


ياله من يوم لعين كل هذه الأوراق و المعاملات الرسميّة و الدوائر الحكوميّة؟؟؟


تحرّكوا....


تحرّكوووووا



و أخذ يهوى بيده على آلة تنبيه سيّارته بمنتهى العصبيّة و الضيق و التوتّر وهو يحث السيّارات التى أمامه على إختلاس بضعة أمتار لا فائدة...


الطريق لا يتحرّك .....


وهو .... يتلوّى خلف المقود



إنه يعانى .


ثم..... أين عقلك أيّها الغبى المتهوّر؟؟؟

أخذ يعنّف نفسه وهو يضرب بيده على المقود إلى أين ستأخذك طفاستك؟؟؟


ألم تكن تعلم مسبقاً و أنت تشرب عصير القصب أنه لا يوجد فى شوارع المحروسة مايُعرف بإسم الحمّامات العامّة؟؟؟


ألم تكن تدرى أن ثقافة الشارع المصرى لا تعرف مصطلح : I want to spend a penny الذى يطلقه الإنجليز كناية عن رغبتهم فى دخول أحد الحمّامات العامّة المنتشرة فى الشوارع؟؟؟



عاجبك كده يا فالح؟؟؟


هل أحببت نفسك و أنت تجرى كالمجنون فى شارع عدلى و ميدان العتبة و مثانتك على وشك الإنفجار و ما من "حمّام " يجيرك؟؟؟



هل أنت راض عن نفسك و أنت "محشور" ولا تجد أمامك سوى عامود النور؟؟؟



هل أنت سعيد بنفسك و أنت "مزنوق" داخل سيارتك فى باب اللوق؟؟



كيف وصل بك قصر نظرك إلى درجة ألاّ تفكّر فى هكذا وضعيّة و أنت تنتقى موديل سيّارتك؟



و.... ظل يعانى....... و.... يعانى


حتى........ حتّى إبتسمت له الحياة , و وجد نفسه قد وصل أمام منزله , فقام بصف سيارته "كلشنكان" وفى تعجّل واضح ,و خرج من السيارة وهو يعدو فـَشـَر "كارل لويس" فى سباق الــ100 متر...... وأطلق لساقيه الريح فوق السلالم حتى وصل أمام باب الشقّه.


در فى "الكالون" أيّها المفتاح اللعين....


و......إنفتح الباب........ وإذا به أمام زوجته تسأله عمّا فعله فى تلك الأوراق و الوثائق المهمّة بينما إبنته تجرى نحوه فاتحة ذراعيها تريد معانقته و هى تمد يدها ليعطيها كيس الحلويّات و الشيكولاته كالعادة..........ولكنّه تركهم و كأنّهم غير موجودين... فلم تكن صورتهم التى إستقبلتها خلايا مخّه قادرة على الظهور فوق صورة الحمّام الذى هرول إليه كالمجنون , و ما أن دلف إلى الحمّام و أغلق بابه و جلس على "العرش" حتى إنتابت القشعريرة كل ذرّة من جسده , وأخذت الغيوم و العواصف التى كانت تعصف بتلافيف مخّه و تضغط عليها فى الإنحسار تدريجيّا ليحل الشعور المتدرّج بالراحة محل تلك الآلام و المعاناة التى ظل يرزح تحت نيرها خلال الساعتين المنصرمتين وعلى وقع طرقات زوجته و إبنته على الباب وهما جزعتين تريدان الإطمئنان عليه بدأ يستجمع تركيزه و يخاطب نفسه :


يا الله....... ماذا لو كنت مريضا بالسكر أو تضخّم البروستاتا ؟؟؟ و الله لكانت مصيبة.



ولكن........يا أخى فلتحكّم عقلك......

هِب أن رؤساء الأحياء بهذه العاصمة التى يجوب شوارعها الملايين قد قرّروا معاملة هؤلاء الملايين كآدميين و قامت بإنشاء حمّامات عامّة فى الميادين الرئيسيّة.....فهل لك أن تتخيّل حال هذه الحمّامات بعد أسبوع واحد من إفتتاحها عطفاً على حال حمّامات دور السينما و محطّات القطارات ؟


لا... لا......

لا يمكننى تخيّل ذلك.


ثم...... بعيداً عن تعاملنا الشعبوى المزرى من ناحية النظافة مع الحمّامات العامّة , أليست حكومتنا الرشيدة محقّة فى عدم إقامة حمّامات عامّة؟؟؟


أليس ذلك متفقا مع حرص حكومتنا الرشيدة على أمن مصر القومى؟؟؟


فلا بد و أن كمّية النشادر المهولة التى ستنبعث فى تلك الحمّامات ستجعل هيئة مراقبة حظر إنتشار أسلحة الدمار الشامل تضغط على مصر و تفرض عليها حظرا و حصارا خانقا حتّى تتأكّد من أن مصر لا تسعى لتصنيع أول قنبلة "نيتروجينيّة" فى المنطقة.


نعم....... أنت المخطئ........ولا أحد مخطئ سواك ........... وما عانيته لا تلومنّ عليه إلاّ نفسك الأمّارة بالسوء التى سوّلت لك شرب عصير القصب فى باب اللوق , دون مراعاة أنك ستصبح بعدها ...... مواطن مزنووووووق

ليست هناك تعليقات: