الجمعة، 8 أغسطس 2008

تأملات ناشزة / عن "الكذب" أتحدث


كلما تأملت الكذب و من يكذبون كلما تأكد لى أن الكذب ليس فقط كذباً بالكلمات و إنما يمكنه أن يكون فى كثير من الأحيان كذباً...... بالصمت.


المثير للإهتمام حقاً بخصوص الكذب هو أن كذب المرء على نفسه أسهل بكثير من كذبه على الآخرين, إذ يسهل على الإنسان أن يقنع نفسه بأن كل ما يتمنى أن يكون حقيقياً و صحيحاً هو بالفعل حقيقى وصحيح.... أما مشكلة البشر الحقيقية مع الكذب فهى أن الصدق يظل أصعب عليهم منه فى أغلب الأوقات.



الأكثر إثارة للتأمل هو علاقة الكذب بالصدق......

ففى كثير من الأحيان قد يضطر الإنسان إلى الكذب لحماية الصدق من أن يتم النظر إليه على أنه كذب , و قد يضطر المرء أحياناً إلى تضخيم الحقيقة و تجسيمها بما هو ليس فيها و بما مكذوب عليها مخافة ألا يصدّق الناس الحقيقة و خشية ً من أن يكذّبون الحقيقة.... و هنا فإن الكذب قد يكون أداة فى طريق المحاولة لحماية الحقيقة و إظهارها (و هو ما يمكن التحفظ عليه منهجياً من الناحية الأخلاقية إلا أنه يظل أمراً واجب النظر إليه و أخذه بالإعتبار على صعيد الحياة الواقعية).



الطريف فيمن يكذبون أنهم يمكن تقسيمهم إلى كاذبون مهرة و كاذبون فاشلون , و ربما كان العامل الأساسى الذى يحدد مهارة الكاذب من فشله هو قوّة ذاكرته .... و لذا فإن من أفضل ما يمكن للصدق تقديمه للإنسان هو أنه مع الصدق ينزاح عبء وجوب تذكّر ما قاله الإنسان بالكذب للآخرين حتى لا يفتضح أمر كذبه.


أما الأطرف حقاً بخصوص الكذب هو أن بعض من يكذبون يستمتعون بممارسة الكذب و يجدون فيه لذة حتى يتحول إلى ما يشبه الإدمان فتجدهم يكذبون بالتلقائية و بالسليقة و فى توافه الأمور التى لا تستحق عناء الكذب , أما البعض الآخر فإنهم قد يرفضون الحقيقة لأنها مؤلمة و يتوسلون إليك من أجل أن تكذب عليهم !!!!


ليست هناك تعليقات: