الجمعة، 8 أغسطس 2008

تأملات ناشزة / عن العمل و الجزاء أتحدث


كثيراً ما أتأمّل العلاقة بين البشر فى إطار العمل و الجزاء فتدهشنى كيف أنها علاقة تتسم بـ"فردانيّة" كل حالة يتأمّلها المرء, و كيف أنه لا يمكن النظر إلى أى علاقة بين إنسان و إنسان فى إطار العمل و الجزاء من زاوية رؤية واحدة , و كيف أنه لكى يدرك المتأمّل خبايا كل من تلك العلاقات على حدة فإن عليه أن يتعرّف على التفاصيل الدقيقة التى تصنع الفارق و أن يقلّب تلك العلاقات بين يديه جيئة و ذهاباً و مرات و مرات حتى تتبدّى له الرؤية السديدة لها.


فى كثير من الأحيان , و عندما أتأمّل علاقات البشر بين العمل و الجزاء , فإننى أتخيّل علاقة الإنسان بإنسان آخر و كأنها نبتة أو شجرة..... صحيح أن الشجرة إذا رُوِيـَت أثمرت و أينعت , إلا أن الحال ليس دائماً كذلك فى علاقات البشر , فبعض البشر كلما رُوِيَت شجرة علاقته بإنسان ما كلّما جفت فروعها و ذبلت أوراقها و أجدبت ثمارها و أزهارها و جفا قلبه و قسى على من يروى تلك الشجرة , و بعض البشر كلّما زدت شجرة علاقتك به إرواءاً كلّما اشتعلت قمة تلك الشجرة و أضرمت ناراً , إلا أن ما قلته عن وجوب النظر إلى تلك الشجرة من زوايا رؤية متعددة و وجوب التعرّف على التفاصيل الصغيرة التى تصنع الفوارق الكبيرة يتجلّى عندما يدرك المتأمّل لتلك الشجرة أن عليه التأكّد مما إذا كان من يقوم برىّ الشجرة يستخدم فى ريّها ماءاً عذباً...أم مالحاً...أم مسمماً... أم أنه يدّعى - أو يعتقد - أنه يرويها ماءاً فيما هو يرويها "كيروسيناً" ثم يتعجّب من ذبول أوراقها و إضرام نيرانها فى الوقت الذى كان ينتظر فيه إثمارها و إيناعها.




تأمّل علاقتك بالآخر.....

و قبل أن تنظر إلى جزاء الآخر لك.... تأكّد من جنس عملك معه أولاً.



هناك تعليق واحد:

hopsan يقول...

أتشرف بأن أكون أول من يترك تعليق على المدونه
أرى أنها تعد توثيقا للحياه فى مصر و ما يعانيه الشعب من فساد واضح وضوح الشمس ولا يملك غير الدعاء لله بأن تزول الغمه
مدونه دسمه بها الكثير من النقد الساخر و الكوميديا السوداء
و أكثر ما يقلقنى أن يطال المدونه ما يحول دون قراءتها ... فإلى الأمام يا أخى المحبط و الله معك ... hopsan