الجمعة، 8 أغسطس 2008

تأملات ناشزة / عن "الإبداع" أتحدث


لا شك فى أن المبدع مبدعٌ بسليقته... بغريزته.... بفطرته.


المبدع مبدع... بالخلق و بالطبيعة.


فهو يبدع ليس فقط لأنه يرغب فى الإبداع , و ليس فقط لأنه جـُبـِلَ على الإبداع , و لكن أيضاً لأنه لا يستطيع إلا أن يبدع , و لولا عدم قدرته على منع ذاته من الإبداع لما استحق أن يوصف بأنه مبدع.


المبدع يبدع لا إرادياً..... يبدع كما يتنفس.


و لكن....

ألا يمكننا إذا تأملنا سلوكيّات المبدعين أن نكتشف أنهم و هم يبدعون فإنهم فى كثير من الأحيان يـُحـْـبـَطون؟


ألا يمكننا أن ندرك و نحن نتأمّل إبداعاً أنه رغم إبداع مبدعه فإن المبدع كان من الممكن أن يكون أكثر إبداعاً لولا ما يعانيه من إحباط؟


ألا يمكننا تفهّم أن المبدع يظل بحاجة إلى إطلاق عقال قاطرة إبداعه بسرعتها القصوى من خلال نظرة فى عيون الآخرين أو كلمة من شفاههم أو حتى لفتة منهم تنمّ عن الإهتمام و التقدير و الإعجاب و التثمين (رغم أنه لا يبدع بالأساس سعياً وراء كل ذلك.... إلا أنه فى نهاية المطاف بشر .... و البشر يحتاجون لإرضاء ذواتهم التى لولا مسحة النرجسيّة الغريزية بها لما كانوا بشراً من الأساس)؟


فى كثير من الأحيان أتأمل تلك العلاقة التبادليّة بين عطاء المبدع و تأرجحه ما بين الرضا و الإحباط من خلال ردّات فعل من يبدع لأجلهم المبدع , و كثيراً ما أرى فى المسرح مثالاً حياً على تلك العلاقة التبادليّة , فالمبدعين على خشبة المسرح يصلون إلى قمة النشوة الإبداعيّة التى تخلق المزيد من الإبداع كلّما حفزهم الجمهور بتفاعله على ذلك .... أما عندما يحبط الجمهور المبدع فإنه يتحوّل شيئاً فشيئاً إلى الروتينيّة و الرتابة و الضجر - مدفوعاً بتبرّمه - بعيداً عن الإبداع ..... و لا أعتقد أنه بإمكان تفجير طاقات الإبداع الكامنة داخل مبدع لا يرى أحداً بانتظار إبداعه بالشغف الذى يشعره بقيمة إبداعه و حاجة الآخرين إليه, فهكذا ....يسقط المبدعون,و هكذا ...يكون اغتيال الإبداع.



ليست هناك تعليقات: