كم هو مثير للإهتمام تلك العلاقة بين الموت و الحياة....
بين العدم و الوجود.....
فبوجود الأولى تنتفى الثانية , كما تلغى الثانية الأولى بمجرّد وجودها..... حيث أننا عندما نكون موجودون فإنه لا وجود للموت , و عندما نموت فإنه يصبح لا وجود -فعلىّ- لنا.... فلا عدم مع الوجود و لا وجود مع عدم.
.إن العدم قانون حتمى , و لأن كل شيئ لا بد و أن يكون إلى عدم فإن الموت حتمىّ , ولو أدركنا هذه الحتميّة و جعلناها قابعة فى أعماقنا و مرتبطة بعقولنا إرتباطاً عضوياً لا انفصام له , لأدركنا أن الحياة تستحق أن تعاش رغم ما يبدو من عبثيّتها بسبب التفكير فى حتميّة العدم بها فى كثير من الأحيان .... و لأدركنا أن الخيال أقوى من المعرفة , و أن النظرية أكثر تأثيراً من التاريخ , و أن الأحلام أكثر عنفواناً من الحقائق , و أن الآمال تظل لها اليد العليا فى تحقيق السعادة , و أن الإبتسامة هى علاج الأحزان الناجع , و أن الحب يظل أقوى من الموت بما يجعل بعض من يموتون باقون.
.إن الموت فى حد ذاته هو العنصر الأساسى الذى يعطى للحياة قيمتها , و إذا تخيّلنا حياة بلا موت فإنه لن يكون لتلك الحياة أى قيمة تجعلنا حريصين عليها فى ظل عدم الجزع من أن نفقدها أو نفقد حيوات من نحب.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق