الجمعة، 8 أغسطس 2008

تأملات ناشزة / عن النجاح و الفشل أتحدث


مدهش هو التأمّل فى مسألة النجاح و الفشل , فهى مسألة تتمتع بتعددية الإستقراء من عديد الزوايا.


فى بعض الأوقات أتأمل مسألة النجاح و الفشل من منظور الحادث و ما هو ممكن الحدوث , فليس كل إنجاز نجاح و ليس كل إخفاق فشل ..... ليس هكذا تقاس الأمور بالنسبة لى , إذ أننى أقيّم أى إنجاز فى إطار ما كان من الممكن أن يكون على صعيد حجم الإنجاز قياساً على العوامل المتوافرة لتحقيق ذلك الإنجاز بذلك الحجم , كما أننى أقيّم أى إخفاق فى إطار ما كان من الممكن أن يكون على صعيد مدى الإخفاق قياساً على العوامل الضاغطة باتجاه الفشل..... و لذا , فإن مندوب مبيعات الأدوية الذى يحقق على سبيل المثال زيادة فى المبيعات بنسبة الضعف لعقار ذائع الصيت و عالى الجودة و منخفض السعر أو ليس له منافس أو فى منطقة تعج بالمستشفيات الضخمة ذات الطاقات الإستيعابية الكبيرة التى كان من المفترض معها أن تكون زيادة المبيعات أضعاف أضعاف الزيادة التى تم تحقيقها , ذلك المندوب لم يحقق نجاحاً بما يعتقد أنه إنجاز فيما هو فى واقع الأمر فشل..... و على النقيض... فإن مندوب مبيعات الأدوية الذى تتراجع مبيعات العقار الذى يروّج له بمقدار النصف عندما يكون العقار سيئ السمعة و غالى الثمن و منخفض الجودة أو يواجه منافسة شرسة من عقاقير تفوقه جودة و تقل عنه سعراً أو يروّج لعقاره فى منطقة نائية أو كان حجم النشاط الطبى بها ضعيفاً للغاية , فإن ذلك المندوب لم يقشل فى واقع الأمر و إنما نجح فى تخفيض نسبة التراجع فى المبيعات إلى النصف فقط فى الوقت الذى تدل كل الشواهد على أن العوامل المحيطة كان من الواجب أن تؤدى إلى إنسحاب العقار بالكامل من السوق.



.إن القضيّة ليست فى إمتلاك القدرات و إنما فى إدراك إمتلاكها.... فكثيرون هم من يمتلكون ملكات و طاقات و قدرات و مواهب و لكنهم لا يدركون ذلك..... و القضيّة ليست فى إمتلاك الأدوات بل هى قضيّة كيفيّة إستخدام تلك الأدوات الإستخدام الأمثل الذى لا يترك اداة إلا بعد أن يستنفذها إستخداماً مستفيداً من كل ما يمكنه الإستفادة به منها و كأنه يعتصر أدواته و كذلك قدراته و ملكاته و طاقاته و مواهبة حتى آخر قطرة (و هو مفتاح النجاح و الإنجاز الحقيقى).... أما الفشلة....... فكثيرة أدواتهم..... قليلة نجاحاتهم الحقيقية قياساً على حجم الإنجاز الحادث بما كان من الواجب أن يكون عليه.



ليست هناك تعليقات: