كثيراً ما أتأمّل المتبرّمين من الحياة و الشكّائين البكّائين الشاعرين بالرثاء لأنفسهم و المتحسّرين على ما آلت إليه مقاديرهم و الحزانى على ما قسمه له الله من نصيبهم و اللاعنين لحظهم و المنكسرين بهشاشة فى أوقات معاناتهم .
أتأمّلهم.....
فأرى سواعد لا تقدر على البناء و أقدام لا تقوى على الوقوف فور الوقوع حتى و لو كان التعثر عابراً و لا يذكر.
و أتأمّل كذلك الراضين عن حياتهم و المتفائلين بأيّامهم و الشاعرين بالفخر الذاتى و السلام الداخلى و القانعين بما قسمته لهم مقاديرهم و المتوائمين مع حظهم و الصامدين بصلابة فى أوقات إندحارهم .
أتأمّلهم.....
فأرى سواعد البناء و الأقدام الراسخة مهما كانت العثرات مؤلمة, و كلّما تأملتهم أدركت عظمة الإنسان الذى لا يبالى بالغوائل و لا يرى فيما إنهدم سوى دافعاً للبناء و محرّكاً يدفعه إلى التفكير فى كيف يرى الجانب المضيئ من ظلمة الأقدار و كيف يتناسى الأشواك باحثاً فقط عن عبير الأزهار.... و هؤلاء هم من يستحقون حقاً...............الإحترام.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق