الجمعة، 8 أغسطس 2008

ثقافة العرانيس و فلسفة الباك فاير




تتباين الطبقات الاجتماعيّه فى سلوكيّات أفرادها واهتماماتهم وسبل معيشتهم ووسائل ترفيههم ومفاهيمهم وغيرها من مناحى الحياه الأخرى اليوميّه التى تشكّل بالتبعيّه المرآه التى تعكس مظاهر هذا التباين بين أفراد كل طبقه والأخرى وهو شيئ منطقى وطبيعى ويتّفق مع منظومة الفوارق الطبقيّه التى( شئنا أم أبينا) تحكم طبيعة حياة البشر فى هذا الكوكب الّذى تهيكل نشاطه الانسانى على أساس تباين مواقع المجموعات البشريّه على سلّم البناء الاجتماعى للجنس البشرى المتربّع على قمّة هرم المملكه الحيوانيّه.






واذا كانت هذه الفروقات منطقيّه وقائمه على أرض الواقع بين مجموعات الأفراد داخل المجتمع الواحد فان هذه الفروقات تظهر أكثر على المستوى الأعم بين الدول وبعضها البعض اذا ماعرّفنا كوكبنا بالمجتمع الأكبر والدول بالمجموعات البشريّه المكوّنه لنسيج هذا المجتمع , ولهذا تجد على سبيل المثال الشغل الشاغل لحكومات الدول التى تقف على قمّة السلّم الطبقى الكوكبى متركّزا حول مسائل من عيّنة دراسة امكانيّة ادراج الفياجرا ضمن قوائم الأدويه والعقاقير المشموله تحت مظلّة نظام التأمين الطبّى التى تحمى كل فرد بهذه المجتمعات , أو من عيّنة المناقشات البرلمانيّه الراميه لسن تشريعات تهدف لاعلان قانونيّة اجراء الطلاق والمعاملات اليوميّه الرسميّه عبر البريد الالكترونى أو انشاء قوى أمنيّه بوليسيّه عبر النيت يمكن تسميتها بالـــ"أون-لاين بوليس" لمحاربة الجريمه الالكترونيّه التى تسطو على البطاقات الائتمانيّه أثناء الشوبينج والتسوّق عبر شبكة المعلومات العالميّه ....... أما حكومات الدول التى تقبع فى الدرك الأسفل من هذا السلّم الطبقى الكوكبى فلازالت تتدارس كيفيّة توفير الانسولين بأسواقها لانقاذ حياة مرضى السكّر التى باتت على وشك ان تنقصف غير عابئين بأن استمرار نظم الحكم فى هذه الدول يوجب أن يتم ادراج الانسولين على بطاقة التموين جنبا الى جنب مع زيت الشلجم المسرطن والسكّر الّذى لا يذوب الاّ فى الماء المغلى فقط والشاى الـــ"الشمتو" المضروب بنشارة الخشب وبرادة الحديد , وذلك لأن آخر الدراسات الطبّيه أكّدت أن استمرار هذه النظم الحاكمه فى الالتصاق بمقاعدها التصاقا "سياميّا" لعقدين آخرين سوف يحوّل جميع أفراد شعوبهم الى مرضى بالسكّر بحيث تحتوى رخصة القياده على نوع الانسولين المستعمل جنبا الى جنب مع فصيلة الدم.






ولعل من المنطقى اذا كانت هناك فروق طبقيّه بين أفراد المجاميع الانسانيّه المتباينه اجتماعيّا فانّه من المنطقى بالتبعيّه أن يبرز التباين فى كافّة أوجه الحياه المتعلّقه بهذه المجموعات........فاذا كان هناك طبقة الحرافيش والمظاليم الّذين هبطوا وودّعوا دورى أضواء الحياه وهم الناس اللى تحت والتى يتفرّع منها الناس اللى تحت قوى والناس اللى تحت قوى قوى والناس اللى اقتربوا من مركز الكره الأرضيّه , واذا كان هناك طبقة أهل القمّه وقاطنى المربّع الذهبى وهم الناس اللى فوق والتى يتفرع منها الناس اللى فووووووق والناس اللى عدّت والناس اللى اقتربوا من مناطحة السحاب واحتضنوا درع دورى الحياه , واذا كان هناك طبقة الناس اللى بيشاوروا عقلهم وكافيين خيرهم شرّهم كفرق وسط الجدول بدورى كرة القدم والّذين لا يسترعوا انتباهك فلا هم منافسين على القمّه ولا هم يصارعون من أجل البقاء .......... فانّه من الطبيعى تلقائيّا ان يكون هناك طبقة آكلى الفيتوتشينى آلاجريك والشاتون بريان , ثم طبقة آكلى السكالوب والبفتيك , ثم طبقة آكلى طبق المكرونه وربع الفرخه , ثم طبقة آكلى الفول والعجّه والــ"برنجان" المقلى , ثم طبقة آكلى العيش الحاف , حتى نصل إلى طبقة آكلى أنفسهم وملتهمى الهواء والعابثين بتلال القمامه والأوفياء لنهج وذكرى أسلافهم الّذين أكلوا القطط الميّته فى أزقّة قاهرة المعزّ ابّان الشدّه المستنصريّه الّتى كشّر فيها النيل عن أنيابه وتم حجب فيضانه بمشيئه ربّانيّه تم تعضيدها بمؤامره حبشيّه كشف التاريخ عن تفاصيل حياكتها مع الفرنجه الأوروبّيه فى مسلسل الحملات الصليبيّه.






من ناحيه أخرى فانّه من الطبيعى والتلقائى أن تكون هناك طبقه تلعب الجولف فى دريم لاند وتتزلّج على الجليد بسالزبورج ولوزان وأخرى تلعب الويند سيرف بشرم الشيخ والجيت-سكى بمارينا وترقص الــ"سالسا" و التانجو بـ"باراكودا", واخرى تلعب التنس فى نادى التوفيقيّه والبلياردو فى نادى الجزيره والبريدج والكنت رويال فى نادى الشمس وترقص اللاّمبادا فى "فيردى لونا" , وأخرى تلعب الكره فى طريق المطار وتنس الطاوله فى مدخل العماره والبصره وشلّح وخذ لك سيف والدومينو على قهوة زينهم الجعرّ وترقص عشره بلدى فى فرح ابن أخت أحدهم فوق سطوح بيت عمّته قبل أن تنتهى السهره بالتسكّع على الناصيه وتحت عواميد النور , وأخرى تلعب الحكشه والأولى والــ"طزّه" وراء مقالب الزباله أو جرن القمح , وأخرى اكتفت باللعب فى مناخيرها.






واستكمالا لهذه المنطقيه وتسلسلها فانّه من الطبيعى أن تكون هناك طبقه تركب لوفتهانزا والشبح والليكسس وتشاهد فيلم سبيلبرج الجارى عرضه فى أمريكا عبر اشتراكها فى نادى بروس وارنر أون لاين ساتيلايت نيت-وورك وتذهب لحضور حفلات سبيرز فى جولتها باليابان , وطبقه تركب سياحيّة رحلة مصر للطيران الاضافيّه الشغّاله صدّه-ردّه على خط الخليج-القاهره وتركب العربيّه الايطالى بالقسط وتشاهد أفلام السوبر موفيز والشوتايم وتحضر حفلات فرق البوب الانجليزى والجاز الأمريكانى المضروبه بدار الأوبرا , وطبقه تركب الميكروباص و ثلاث سبعات بشرطه فى العاده والمكيّف والتاكسى فى المناسبات وتشاهد مسلسلات الغم والنكد بالقناه الأولى و فيلم السهره المعاد للأبد فى القناه الثانيه وتحضر حفلات المطربين الشبابيين فى مدينة الإنتاج الإعلامى , وطبقه تعوّدت على ركوب الهواء والشعلقه خلف النص نقل وتلمح طيف الفنّان الكبير أنور العسكرى وهو يحيى فرح فى عزبة القرود وتشاهد مسلسل الحياه اليومى الأسود فى أسود ودون أى ألوان طبيعيّه.






حتّى المزاج انقسم الباحثين عنه الى طبقات وهذا منطقى , فلا شارب المارتينى والبوربون والكارلسبرج يجالس محتسى ربع الــ"جن" والــ"روم" أبو بريزه من محلاّت سلامه والبيره الـــ"ستيللا" من عند بتاع عصير القصب اللى فى وش محطّة المترو , ولا تلك الطبقه الأخيره تجالس وتشارك طبقة شاربى السبرتو الأحمر والكولونيا الثلاث خمسات وزجاجات الــ"بالمولار" والـــ"توسيلار" المعضّده بعلب الغراء والــ"كلّه".






وهنا يبدو أن المنطق يحتّم اختلاف هذه الطبقات فى مأكلها ومشربها وترفيهها و أسلوب حياتها بل ومزاجها , الاّ أن الغير منطقى هو أن تتلاحم هذه الطبقات وتتوحّد وتجتمع حول وسيلة اشباع مزاج واحده لها جميعا فى الآونه الأخيره لنكتشف أنّه اذا كان "مينا" كان موحّد القطرين فان الــ"بانجو" هو موحّد طبقات القطر بأكمله.






فما السر وراء هذا الاكتساح "البانجولى" لأسواق المزاج فى مصر وعلى مستوى جميع الطبقات؟؟؟؟؟






ماسبب اعتلاء هذا المخدّر للقمه وتمسّكه بها وعدم تنازله عنها حتّى أصبح بطل دورى وكأس الكيف المصرى وحامل لقب التشامبيونز ليج والسوبر المزاجنجى ونجم نجوم الدّماغ عند شباب كل الطبقات المذكوره أعلاه رغم تباينها واختلافها الشديد فى كل مناحى الحياه؟؟؟؟؟؟






هل لأنّ الحصول على باكيتّة البانجو أصبح أسهل من الحصول على باكو اللبان ومشط الكبريت؟؟؟؟






هل لأن البلد غرقت فى بحر من البانجو ووصلت بحمد الله الى مرحلة الاكتفاء الذّاتى فى زراعة هذا المحصول الاستراتيجى ولا يبقى سوى التفكير فى التصدير؟؟؟؟؟






هل لأن الباكيتّه أم بريزه تكفى قعده لثلاث أو أربع شباب لأنّه يتميّز بسهولة اعداده والتعامل معه ولفّه وشربه وانت واقف تحت عامود النور فى الشارع أو أمام كوك دور اثناء انتهاء المحل من اعداد سندوتشات الشلّه؟؟؟؟






هل لأنّه لايحتاج لتعاطيه سوى لورقة بفره وحتّة ورق كرتون وخلصت الشغلانه دستوركم ياللى معانا وسللملى على الجوينتات فى وقت الضرب الأصلى والسمسون الذهبى فى الاكسترا تايم؟؟؟؟؟؟؟






هل لأنّه سريع اللطش ولا يفرّق بين دماغ خفيفه وأخرى ثقيله... فهو يجتاح الكل وينشر غمامة الغباوه والهرتله و التتنيح فى تلافيف المخ بسرعه فائقه وسللملى على الباك فاير و صباح الأفوره وقشطه ياشقييييييييق؟؟؟؟؟؟






هل لأن هناك منتفعين واصلين وظّفوا عودة سيناء التوظيف الأمثل فى اطار منظور جديد للأمن الغذائى (وآهى كلّها ملوخيّه) وأغرقوا السوق المصرى بما أوهموا الشباب بأن هوّه ده الــ"ستاف الميّه والميّه" ليرقّى نفسه ويصبح نمره واحد فى سوق الكيف المصرى و....و....و....".البانجو أصله ستاف شديد ...سينا رجعت كامله لينا ومصر اليوم فى عيد"








أيّا كان السبب.......






وأيّا كان من وراء هذه الهوجه الـــ"بانجوليّه" العاصفه بالأدمغه المصريّه ....




فدعونا نلهب أكفّنا بالتصفيق لتحقّق المعجزه والمعادله المستحيله التّى أدّت لتلاحم شبابنا من أول المتسكّعين على الناصيه الى راقصى التانجو......والتفافهم جميعا حول عرانيس البانجو.






وعمار يامصر.

ليست هناك تعليقات: