الجمعة، 8 أغسطس 2008

الشعب المكتوف....و حكومات الوجه المكشوف

الشعب المصرى شعب غلبان أدمن المشقه وشظف العيش ,وتآلف قلبه على الرضاء بالقليل -إن وُجِدَ - والقناعه بالفتات إن ألقيت له من فوق موائد أسياد البلد , و هو شعب إعتاد على تحمل ظلم من يسوق مقدراته , ولم يكلّ من الصبر على جور من يحكمه وهو مكتوف الأيدى محبوس الدمعة مكتوم الآهات منذ أيام أسر الفراعنة مرورا ً بتكيات المماليك وصلف الشراكسة وتكبّر الأتراك العثمانيين وتجبّر وتوحّش القطط السمان والحيتان التى نهشته مع إستشراء الفساد وحلول عصر الإنفتاح و إنبلاج فجر الخصخصة التى باعت هذا الشعب لغيلان وتايكونات وعبدة المال فألقت بأولاده فى الشارع وطردتهم من وظائفهم بتعويضات بخسة وفتحت عليهم نار الغلاء والتضخم والفقر والعوز والحاجة حتى اضحى جسد هذا الشعب المطحون مسجى على شريط قطار الحياة وقد إهترئ من كثرة مرور عجلات الفقر المسعورة لقطارات نخبه الحاكمة المتعاقبة عليه والتى تفننت فى التمثيل بجسده الممزق بينما الشعب المسكين لايملك سوى الدعاء إلى الله أن "يحنـّن" قلب سائق القطار عليه وأن يرحمه من جوقة العطشجية الذين إحترفوا التعتيم علي خط سير القطار وهم يطمئنونه أن كل شيئ تمام وفى السليم بينما يهيلون الفحم فى مستوقد القطار المتجه أساسًا بأقصى سرعة نحو حافة الهاوية.
ولعل السؤال الذى يشغل بال هذا الشعب المنكوب هو : هل هناك تار بايت بينه وبين نخبه الحاكمة؟!!!
السؤال - إن جيتم للحق- منطقى , إذ كلّما تأقلم الشعب على مصيبة أو زنقة جديدة حتى وجد أخرى تليها, وكلما خرج من مطب وقع فى دحديرة , وكلما أفاق من صفعة حتى عوجل بلكمة , وهو فى كل هذا طيب أليف صبور مهاود حسن النية و يناجى ربه متسائلا فى برائة :ياربى هيه الدنيا ملطشه معايا كده ليه؟
لقد تأقلم هذا الشعب المنكود على ضريبة المبيعات و ضريبة التركات و اشتعال الأسعار و انهيار الجنيه الذى اقترب من الخروج من تصنيف الجنيهات المحترم الى فئة الليرة الكحيانة , بل و لا أبالغ حين أقول أنه قد تم الإعلان عن وفاته إكلينيكياً منذ عدة سنوات.
لقد تعايش الشعب المصرى مع واقع توحّش الدولار أمام الجنيه ليظل أسداً عليه حتى عندما يكون نعامة أمام كافة العملات الأخرى , و ظل هذا الشعب حياً يرزق مع هوجة الخصخصة , و تعود على الغلاء فغرق فى محاولاته اليائسة لتوفير قوت اليوم ولبس العيال, و استسلم للكساد , وترك نفسه لعبة بين أيدى ملوك المال الذين أصبح لهم صنـّاع قرارات و توصيات ملاّكى تحت قبّة المجلس الموقر لتفصيل القوانين اللى بالك بالك.
إذن.....
فما المانع أن تستمر المهانة؟!!!
لقد قالوا لنا من ايام جدى ان الرخاء قادم وان حالة البلد الاقتصاديه تشبه برميل العسل الذى تعلوه طبقه من الزفت يجب علينا ان نلعقها ونتجرعها اولا قبل التمتع بالعسل ولكن يبدو أن العسل والزفت قد تم فصلهما كل فى برميل منفصل , بحيث تم حجز براميل العسل للناس اللى بالك بالك , بينما كانت براميل الزفت الخالص من نصيب الشعب المطحون.
لقد أصبحت المشكلة فيما يبدو فى الشعب المستعذب لأن يكون مكتوفاً أكثر من كونها فى نخب حاكمة لا تستحى من أن يكون وجهها مكشوفاً.

ليست هناك تعليقات: