الجمعة، 8 أغسطس 2008

تأملات ناشزة / عن "فردانية إبن آدم" أتحدث


رائعة هى أحاسيس و مشاعر الحب بين إثنين من بنى البشر.... لا شك و لا جدال بطبيعة الحال.... إلا أن الأحاسيس التى يخلقها التواصل, و المشاعر التى تولد من رحم الشراكة بين مجاميع من البشر لتربط بينهم بما يعرف بـ"روح الجماعة" تظل هى الأقدر على التأثير فى حياة المجتمعات بعمق أكبر مما يمكن لمشاعر و أحاسيس الحب الفرديّة التقليديّة أن تفعله.



لا شيئ فى هذا العالم يماثل أو يشابه تلك النظرة التى تعكس الأحاسيس و المشاعر المعتملة فى صدر من يراك تتعاطف أو تتواصل أو تتشارك إنسانياً معه دونما رابط يربطكما سوى رابط "الجماعة" و دونما صلة تقربكما من بعضكما البعض سوى صلة المجتمع الذى يجمعكما (اللهم إلا إذا إرتقى و اتسع الرابط فتسامت الصلة لتجعل الإنسان يتواصل و يتعاطف و يتشارك مع الإنسان بالمطلق فى هذا العالم لتصبح الإنسانيّة فى حد ذاتها هى رابط الصلة بين بنى البشر).



.إن من يجعلون الشمس تشرق على أرواح الآخرين -حتى و إن كانوا لا يعرفون شخوصهم- لا يمكن لهم - حتى و إن أرادوا- أن يحجبوا ضوء تلك الشمس عن ذواتهم.



المثير للإنتباه - و كذلك الألم فى آن واحد- هو أنه على الرغم من أنه من المفترض ألا تكون هناك سعادة كسعادة العطاء و المشاركة , و على الرغم من أن منتهى الـ"أنسنة" هو أن يدرك الإنسان أنه و إن كان يفوز و يغنم فى حياته بما يكسبه و يأخذه من الآخرين فإنه يفوز ويغنم بحياته - و بإنسانيّته- بما يتشاركه مع الآخرين و يعطيه لهم ...... بل و الأغرب من ذلك أن الإنسان و قد وقف على قمـّة هرم إنسانيّته و تحضـّره فإنه ينسحب من "المجموع" كلـّما إرتقى بإنسانيّته - أو هكذا ظن ّ- ليلقى بنفسه فى أحضان ذاته و يتقوقع داخلها منصرفاً إلى فرادنيّته حتى أصبحت ذات ابن آدم هى كل عالمه.



ليست هناك تعليقات: