الجمعة، 18 أبريل 2008

قل ...و لا تقل

هل هو هروب من مواجهة الحقائق عندما تكون مرّه؟؟؟؟
هل هى مغالطة للنفس و خداعا لها؟؟؟
هل هو جبن من اكتشاف أغلاطنا؟؟؟
هل هى نرجسيّة تمنعنا من تشريح و تعرية عيوبنا؟؟؟
الله أعلم...
ولكن ما أعلمه أننا أصبحنا لانسمّى الأشياء بمسمّياتها الحقيقيّه وأننا نتّبع فى سبيل ذلك أساليب التفافيّة نخدّر بها أنفسنا لنتعامى وقائع الأمور.
ما أعلمه أننا نسمّى استغلال الوظيفة فى قطاع خدمىّ ما فى اجبار طالب الخدمة ومستحقّها على دفع مبلغ مالى : اكراميّه بينما فى باقى بلاد الله يسمّونها باسمها الحقيقى وهو : الرشوه.
ما أعلمه هو أننا نسمّى قيام مرأة بالتلوّى والتثنّى و اثارة الغرائز الجنسيّه بـــ: فن الرقص الشرقى بينما فى جميع بلاد الله يسمّون هذا بمسمّاه الحقيقى وهو : التعرّى.
ما أعلمه هو أننا نسمّى الــ100 ألف الّذين يكتظ بهم استاد كرة القدم وهم يشتمون الحكم واللاعبين بأقذع الألفاظ بــ: قلّه منحرفه بينما فى كل بلاد الله يجزعون لهذا التدهور فى القيم الخلقيّه والسلوكيّه لأنهم يسمّون الظاهرة بمسمّاها الحقيقى وهو : تردّى الأخلاقيّات والسلوك على المستوى الجماعى.
ما أعلمه هو أننا نسمّى من هو غير منتج ولا لزوم لوجوده فى موقعه الوظيفى بــ: الغلبان اللى عايز يأكل عيش , بينما فى بلاد الله يسمّون الظاهرة بمسمّاها الحقيقى وهو : البطالة المقنّعه.
ما أعلمه هو أننا نسمّى من يصر على التزام العاملين معه بقوانين العمل بـــ: المدير المعقّد المكلكع أبو دم ثقيل , بينما فى جميع بلاد الله يسمّونه بــ: المدير الجاد و الناجح (بالإضافة إلى أننا نسمّيها "منظرة" بينما يسمّونها هم "معايير الجودة").
ما أعلمه هو أننا نسمّى من يعيّن نفسه بنفسه مسئولا عن اصطفاف السيّارات أمام احدى المصالح طالبا منك المعلوم بــ: المنادى , بينما فى جميع دول العالم فان مسمّاه الحقيقى لا يمكن الاّ ان يكون : البلطجى.
ما أعلمه هو أننا نسمّى الأكاذيب الصحفيّه بــ: السبق الصحفى بينما فى دول العالم يسمّونها بأسمها الحقيقى وهو : الاشاعات.
ما أعلمه هو أننا نسمّى تخفيض قيمة الجنيه بــ: اصلاح العملة بينما فى دول العالم يسمّونه بمسمّاه الحقيقى وهو : انهيار العمله.
ما أعلمه هو أننا نسمّى حكم الحاكم الأبدى بــ: المبايعه بينما فى دول العالم يمّى هذا بمسمّاه الحقيقى وهو : الديكتاتوريّه.
ما أعلمه هو أننا نسمّى اقرار حق السلطة فى حبس شخص ما دون أدلّة جازمة بــ: الضروريّات الأمنيّه بينما فى العالم كلّه ليس له مسمّى سوى : الأحكام العرفيّه.
ما أعلمه هو أننا ان لم نكاشف انفسنا بالحقائق المجرّدة ونسمّى الأشياء بمسمّياتها الحقيقية فستظل رؤوسنا مدفونة فى الرمال ولن نصلح من أغلاطنا ولن نرتقى بأنفسنا وكما يقول المثل الأيرلندى :
If you want to discover , you must - first- uncover

ليست هناك تعليقات: