الأحد، 6 أبريل 2008

أهمّية وجود المستشار....لرئيس الدوله الحمار



المستشار السياسى المقرّب لأى رئيس دوله هو العقل المدبّر الذى يفكّر به رئيس الدوله على صعيد السياسه الخارجيّه وهو القوّه الدافعه المحرّكه لقرارات واتّجاهات السياسه الخارجيه.


وغالبا ما يكون المستشار السياسى شخص يملك قدرات عقليه نابغه ولكنه لايملك مقوّمات الزعامه الشعبيّه أو قبول المحتمعات الدوليّه,وفى أكثر الأحيان يكون له خلفيّه ثقافيّه وعلميّه مرتكزه على حاله استثنائيه من تنبّه العقل والحواس ورباطة الجأش ولكنه يفتقد الى الكاريزما,ويوصف فى أحيان كثيره بأنّه هو الشخص الذى يستطيع التفكير واتخاذ القرارات السليمه تحت الضغوط الشديده ولكنّه ليس الشخص المؤهل لاعلان هذه القرارات أمام الصحافه والاعلام وليس بالقادر على حشد التأييد الشعبى أو العالمى لها وهى المهمّه التى يقوم بها رئيس الدوله.


فى بعض الأحيان يكون دور هذا الشخص دورا استشاريا فقط كما يحمل مسمّى وظيفته من معان, وذلك عندما يكون رئيس الدوله متمتّعا هو الآخر بقسط كبير من الحكمه وبعد النظر وحدّة الذكاء,وفى أحيان أخرى يكون دوره مساندا لرئيس الدوله فى وقت الأزمات كما تابعنا نبيل أبو ردينه وهو ملتصق بالرئيس الراحل ياسر عرفات فى أثناء المقابلات الصحفيه المعقوده معه وهو تحت الحصار الذى كان مفروضاً عليه فى مقر رئاسته برام الله لفترة طويلة فى العامين الأخيرين من حياته , فنظرا لانهاك عرفات بدنيا واستنزافه فكريا وصحيا تحت تأثير قلّة النوم وعصابة الموقف الذى ينوء تقدّم عمره بهما ويعجز بالكامل عن تحملها جميعا فى نفس التوقيت فقد كان فم أبو ردينه فى أذن عرفات طوال الوقت ليعطيه فقط كلمة المفتاح التى تضعه على أول مشوار طريق الرّد على السؤال المطروح تاركا لعرفات باقى المهمّه تماما كالملقّن من وراء كمبوشة المسرح الذى يذكّر الممثّل بأول كلمات مقطع الحوار تاركا الباقى له,بل ووصل الأمر الى درجة انتقاء أبو ردينه للمرادفات الانجليزيّه التى تعبّر عن ما يريد عرفات قوله بالعربيّه ضمانا لدقّة التعبير وهو مالم يجد عرفات فيه غضاضه اذ سأل أبو ردينه أمام الكاميرات عن المرادف الأدق لكلمة قرارات الأمم المتّحده فكان أن انتقى له أبو ردينه كلمة Resolutions وهى المرادف الأكثر صحّة و الأوقع فى التعبير.وقد يبرز دور المستشار المقرّب لرجل الدوله لا لقصور فى امكانيّات رجل الدوله الذهنيّه ووعيه السّياسى بل أيضا لتمتّع هذا المستشار بقدرات تفوق العاده كما جسّد هذا عادل امام فى فيلم طيور الظلام حيث كان يضع رجل الدوله المهم على أول طريق تصريحاته بكلمة واحده مثل "فاسد...اهبشه" ليبدء رجل الدوله خطابا سياسيا ناريّا عن الفساد ومحاربته ملقيا الرعب فى قلوب خصومه بالتهديد والوعيد المستترين مستغلا كاريزمته وأسلوبه الخطابى ومركزه السياسى الكبير.


ولكن أكثر حالات الاحتياج للمستشار السياسى تبرز عندما يكون رئيس الدوله"أبيض من الصينى بعد غسيله" أو ذو خلفيّه فكريّه أو ثقافيّه أو سياسيّه ضعيفه ان لم تكن منعدمه,أو كان لايتمتّع بقسط كبير من الذكاء ان لم يكن على قدر منقطع النّظير من الغباء, أو كان سطحيا أو تافها أو قصير النظر ولايرى أبعد من موطئ قدميه, وبالاختصار يتعاظم دور هذا المستشار كلّما كان رئيس الدوله حمار,تماما كما هو حال احتياج "جورج بوش" لوجود مستشار الأمن القومى والسياسه الخارجيّه فى حكومته.



ولعلّه من قبيل تقرير الواقع وليس الاتيان بشيئ جديد أو غير معلوم تعديد الصفات المذكوره أعلاه والتّى يتمتّع بها ذلك الجحش الأمريكى المدلّل الذى لايفقه فى حياته سوى الهروب من صداع البيت الأبيض ليلعب الجولف فى مزرعته بتكساس كالموظّف الكسول الهارب من مهام وظيفته ليتسكّع على القهاوى للعب الدومينو أو كالتلميذ الخائب "المزوّغ" من مدرسته لدخول حفلة الصباح فى دور السينما من الدرجه الثالثه.ولعلّه ليس من المستغرب أن يكون هذا التّافه المنتمى لأجلاف الجنوب الأمريكى ذوى الرقاب الحمراء التى طالما أطلق الأمريكيين أنفسهم النكات والتشنيعات عليهم على رأس حكومة هذه الدّوله منعدمة الأصل والتاريخ وباختيار الأمريكيين أنفسهم رغم انّه لم يعرف كيف ينطق اسم رئيس وزراء أسبانيا على هامش زيارته لمدريد ولم يكن يعلم اسم برويز مشرّف حتى أضطر للتعامل معه بعد أحداث سبتمبر,وأراهن أنه كان يعتقد أن كابول ماهى الا اسم أحد محلاّت الهمبرجر فى بنسلفانيا أو ساوث كارولينا حتّى أعلمه المحيطين به بحقيقتها الجغرافيّه, وسبب عدم الاستغراب أن رئيس أى دوله منتخب انّما يعبّر عن غالبية شعبه,وغنى عن الذّكر بالطبع أن نسبة كبيرة من الأمريكيين تتسم بالهامشيّه والتفاهه وانعدام الوعى السياسى والثقافه العامّه , فهم شعب لاتقرأ نسبة كبيرة منه الاّ سوبر مان وبات مان ومجلاّت البورنو والبلاى بوى وصفحات الرّياضه أثناء الجلوس كل صباح على التواليت فى الحمّام لمتابعة أخبار السوبر بول وعودة مايكل جوردان لملاعب السلّه الأمريكيّه , ولا يتابعون على التليفزيون الا الحلقات الكوميديّه و ملاحم الـ"فالكون كريست" و"داينستى" و"نوتس لاندينج" التى تعرض لهم كل يوم علاقة حب فى الفراش بين كل أعضاء العائله التى تدور الحلقات عنها فى تباديل وتوافيق تثير الشفقه علي مجتمعهم المتفسّخ أكثر مما تثير الاشمئزاز و الرغبه فى التقيأ, وهم شعب فى أغلبه لا يعرف معنى الثّقافه العامّه والاطّلاع كأقرانهم الفرنسيين والبريطانيين والألمان والايطاليين مثلا وبدلا من أن "يختشوا على دمّهم" ويغاروا من هذه الشعوب ذات التاريخ الراسخ فانّهم يدارون خيبتهم الثقيله التى ستظهر حتما اذا ما وضعوا تحت المقارنه معهم بأن يتهكّموا عليهم ويطلقون عليهم التشنيعات تارة على البرود البريطانى وأخرى على لكنة الفرنسيين فى نطق الانجليزيّه وعلى صرامة الألمان وحرارة دم الايطاليين بدلا من أن يحاولوا بناء تاريخ لأنفسهم عوضا عن ذلك الذى سطر فى صفحاته أن أجدادهم ما كانوا سوى حفنه من المغامرين والمنفيين وعديمى القيمه فى أوروبا والباحثين عن الذهب والثراء فى مجاهل الغرب على أنقاض جماجم السكّان الأصليين الّذين طالما وقّعوا معهم المواثيق ثم خانوها لينفلتوا فيهم تذبيحا وابادة فكانت النتيجه أن أفرزوا للعالم أحفادا متباهين بقوه غاشمه تعوم فوق بحر من الجهل والسطحيّه تتجلّى فى شبّانهم الذين لايعلمون عن ماوراء خارج حدودهم سوى هونولولو و أكابولكو ولا تمثّل حركتهم السياحيّه التثقيفيّه أو المعرفيّه أو التاريخيّه سوى جزء هامشى يذوب خجلا أمام نصيب الأسد من حركتهم السياحيّه المندرجه تحت بند سياحة اللّذه وشواطئ العراه وكرنفالات الشواذ , ولا يعلم طلاّب مدارسهم الاجابه عن أسئله من عيّنة " ماهى عاصمة الدنمارك" فيكون الرّد غالبا " لا أعلم من دول آسيا سوى الصين واليابان والفلبين" المصيبه والكارثه ليست فى احتياج الحمار للمستشار, ولكنّها تكمن فى أن يكون المستشار أيضا حمار, ولهذا كانت الطامه الكبرى بوجود تلك الأكاديميّه المسمّاه "كوندوليسا رايس" كمستشارة أمن قومى وسياسه خارجيه - قبل أن تصبح وزيرة للخارجية - لذلك "البوش" فجذبته بحبل كالثور المغمض العينين ورائها فى تبنّيها لسياسة عدم التدخّل فى الشرق الأوسط من منطلق " طب وانا مالى" وأوهمته بأن الأطراف ستحل مشاكلها بنفسها "ومافيش داعى تعكّر مزاجك وانت بتلعب جولف" وأنّه اذا احتاجت الأمور للتدخّل الأمريكى فان ثوابت السياسه الأمريكيّه معروفه وهى التواطئ التكتيكى وأحيانا المعلن "عينى عينك" مع اسرائيل , وأن العرب ماهم الا حثاله يسهل فعصهم....ولكن فات كلا الحمارين أن العرب أمّه لها تاريخ ضارب بجذوره فى عمق البشريّه وليس "ابن امبارح" و "مالوش لا أصل ولا فصل" كالأمّه الأمريكيّه , وأن العرب جنس يعتز بكرامته وقيمه وتقاليده ومن يدوس عليها فالويل كل الويل , وأنه مهما طال السبات فان العرب عائدون ومن كل هؤلاء الرعاع منتقمون,وأن صبر العرب لن يطول , ولا أدرى كيف لا تنتبه الست الهانم كوندوليسا رايس الى أن دوام الحال من المحال والا ماتحوّلت هى نفسها من خدّامه بربريه هربانه من ستّها فى مزارع وحقول فيرجينيا الى مستشارة سى البيه صاحب المزرعه فى مكتبه بواشنطن.

ليست هناك تعليقات: