الجمعة، 28 مارس 2008

دول... "مقرى" فاتحتها

يبدو أن الإدارات الأمريكيّه على مر العقود الأخيره مولعة بالازدواجيّه ومعنيّه بسياسات الإزدواج وواقعه فى دباديب غرام النظريّات والتكتيكات والاستراتيجيات المزدوجه (و كأننا على مشارف أن نشهد إنبلاج فجر أيديولوجيّه جديدة تبزّ الاشتراكيّه والرأسماليّه والشيوعيّه .....وهى الأيديولوجيّه الإزدواجيّه التى تريد أن تقول بها أمريكا لنا :"وشكم فى الحيط.....و قفاكم ليّا" ).والواقع أننا ماكدنا نكتشف أبعاد الاستراتيجيّه الأمريكيّه التى عرفت باسم الاحتواء المزدوج والتّى طبّقتها بنجاح باهر فى حرب الخليج الأولى بين العراق وايران ثم فى مناطق أخرى من العالم بدرجات متفاوته من النجاح حسب أولويات أجندتها السياسيّه ( سواء بطريقه مباشره أو غير مباشره بين كلا من السودان وأوغندا و كلا من أثيوبيا وأريتريا وكلا من الهند وباكستان ) حتّى أتحفنا جهابذة الادارات الأمريكيّه بتعبير إزدواجى جديد وهو : إزدواجيّة الشرعيّه الدوليّه فى المواقف المتماثله (عن طريق تمرير قرارات جمعيّة القلاضيش المتمثّله فى الأمم المتّحده واملاء الأوامر واجبة التنفيذ لدفع مقدّرات الأمم فى الاتّجاه الذى تريده أمريكا عن طريق تحريك عروسة الماريونيت الذى وضعته على رأس هرم تلك المنظمة حتّى أصبحت آلياتها تستلم الأوردرات من المكتب البيضاوى فتسلّم القرارات بنظام الهوم ديليفيرى للبيت الأبيض)و فى حقيقة الأمر فإننى لا أعتقد أن هذا المقال أو دسته مثله كافيه لتعديد الأمثله فى هذا الصدد , فهى أكثر من أن تعد أو تحصى ( ويعرفها أى طفل فى الابتدائى نصيبه من المعرفه السياسيّه لا يتعدّى الأخبار التى يقرأها بالصدفه على ورقة الجريده التى يلف له فيها عم بيومى البطاطا أمام باب مدرسته)أمّا موضة الأعوام الأخيرة الازدواجيّه التى أتحفتنا بها دار "بوش-فاشون" للأزياء السياسيّه فهى موضة الحرب المزدوجه ( وهى فى واقع الأمر ثمرة التعاون مع مؤسسة "شارون ستايل"- التى خلفتها شركة "أولمرت ستايل" لأسباب صحّية - , و هو مشروع الأزياء المتخصص فى ملابس الاغراء السياسى - حسب العقد المبرم بين الطرفين منذ مساء 11 سبتمبر الأسود.....وهو الكونتوراتو الذى حطّم النظريّات الهندسيّه القائله بأن الخطّين المتوازيين لا يلتقيان ولكن هذا العقد المبرم بين الطرفين أثبت التقاء وتواصل حربين متوازيتين بل وتعانقهما أيضا ولا عزاء لفيثاغورث - )واذا كان البعض يعتقد أن الترتيب الزمنى للحربين يقول بأن الحرب الأولى هى حرب الاداره الأمريكيّه ضد ماتسمّيه بالارهاب (خاصّة فى الشرق الأوسط وآسيا الصغرى ) , وأن الحرب الثانيه هى حرب شارون ضد الانتفاضه الفلسطينيه - و التى أكملها "أولمرت"-, فإن الترتيب الصحيح للأحداث يقول بأن الحرب الشارونيه هى الحرب الأولى( اذ إنطلقت مع حكومة باراك فى سبتمبر 2000 بزيارة شارون الاستفزازيه للأقصى ثم تبلورت بعد وصوله للحكم ) واذا كان الهدف من حرب شارون التى أكملها "أولمرت" و التى اتخذها كمجمل مشروع إسرائيل السياسى هو تدمير البنيه التحتيّه والمؤسساتيّه للفلسطينيين ونسف مقرّرات السلام الشرق أوسطى واقتلاع منهجيّات ذلك السلام من جذورها ومسخ الأسس التعاقديّه مع مفاوضيه الفلسطينيين وطمس معالم التراث العربى الاسلامى فى القدس , فإن حرب بوش التى إتخذ منها مجمل مشروعه السياسى كان الهدف منها هو صوره بالكربون من هدف حرب شارون/أولمرت مع استبدال كلمة "الفلسطينيين" بالارهابيين و"السلام الشرق أوسطى" بالسلام العالمى و"التراث العربى الاسلامى بفلسطين" الى التراث العربى الاسلامى حول العالم (مع التقاء الحربين فى كون كلا منهما حرب مفتوحة الأساليب والأدوات والزمان والمكان)واذا كانت حرب شارون/أولمرت تدخل المنطقه فى حالة جمود تطفئ شعلة الأمل فى الاستقرار السياسى بالمنطقه وتسد آفاق التعايش السلمى وتخلق جوّا مفعما بالفزع والهلع من تدهور الحاله الأمنيّه والسياسيّه بالمنطقه مع إغلاق الباب فى وجه المعتدلين العرب بتجريدهم من حيّز المناوره الذى يمكّنهم من التحرّك (وكأن الغرض ليس فقط إملاء الشروط على المتشدّدين العرب بل واذلال وكسر أنف المعتدلين منهم وتحقيرهم وتصغيرهم أمام شعوبهم التى تتّهمهم بالجبن والعماله والخنوع ) فإن حرب بوش تقوم بنفس الشيئ ولكن على النطاق العالمى الأوسع (وفى الحالتين فليشرب من لا يعجبه الأمر من البحر , وليحاول الرافض لهذا التجبّر عمل شيئ ليكتشف أنّه......... يحاول تبليط البحر)واذا كانت أمريكا ترفع شعار العولمه فانّها قد عاملت العرب باستخفاف وإمتهان باستثنائها الشرق الأوسط من الاندماج فى العولمه واسقاطها الدول العربيّه من قائمة المدعوّين لحفل زفاف الكره الأرضيّه على قالب العولمه وتركتهم كالشوفيرات والكماريرات يجلسون تحت الأمطار ووسط الأوحال على ترابيزة بلاج بلاستيك وضعت على الاسفلت خارج قاعة الحفل فى انتظار أن يتم المن علي كل منهم بقطعة جاتوه لم تعجب المدعوّين بالداخل أو بسندويتش فاضى تجاهله المعازيم (وذلك بالطبع حتّى تضمن أمريكا السيطره على منابع النفط التقليديّه فى الخليج والطليعيّه حول بحر قزوين مع ضمان تدفّق النفط بأسعار متدنّيه لها ولحلفائها الأوروبيين الذين أتى الناشطين منهم على رأس قائمة المدعوّين - بينما تم إدراج أسماء الصامتين والسلبيين منهم فى القائمه فى المستوى التالى - )و بالطبع....فلا مانع أيضا من استغلال هذا التمركز المحكم فى سحق وضرب أى منادى بالافلات من قبضة هذه الهيمنه والتمسّك بحقّه فى إقرار مصيره والتمتّع بخيرات بلاده وثرواتها (بل وتصفيته نهائيّا بحجّة تصفية جيوب الارهاب التى تريد تمزيق العالم الغربى المتحضّر....."ياى.....يازلنطحيّه.... يا بيئه..... ياحاقدين على أسيادكم الهاى كلاس"....والنتيجه الحتميّه هى بالطبع استمرار الهيمنه من منظور كوكبى وليس دولى فقط)....فمن ليس مع العم سام بالضرورة ضدّه........ و الخيار لك أنت... بمنتهى الديموقراطيّة و الحرّيةلقد كان علينا أن نستبدل انتظارنا لموضة كل صيف من دور الأزياء الأمريكيّه والاسرائيليّه بانشاء دور الأزياء السياسيّه الخاصّه بنا والتى يجب أن تجعلهم هم الذين يترقّبون موضة ربيعنا كان علينا ان نكف عن سياسة رد الفعل ونبدأ بسياسة دفعهم للرد على أفعالنا ( فالفرق كبير بين المبادئه والانتظار)كان علينا ان نرفض استراتيجيّة الحرب المزدوجه ونحطّم استثنائنا من العولمه باطلاقنا لمشروعنا الاستراتيجى البديل (وهو عولمة الشرق الأوسط والذى لن يتحقّق الاّ بالخطوه الأولى وهى تحديث الأطر السياسيّه الحاكمه للدول العربيّه واستبدالها بنخب وأشخاص ذوو مقدره فعليه ونوايا صافيه وأفق واسعه وحس وطنى وأيدى نظيفه تمهّد لظهور مؤسسات سياسيه حديثه تؤسس لدولة القانون التى هى دولة كل وليس بعض مواطنيها وهو الشيئ الذى لن يتحقق من أساسه الاّ بتوطيد أسس الثقافه السياسيه الحديثه عن طريق بناء الانسان تعليميا ومعرفيا ومعلوماتيا والرفع من حيّز ادراكه , على أن تقوم هذه الأطر السياسيّه الحديثه بمشروعها الازدواجى الخاص بها وهو توازى بنائها الداخلى مع بنائها الخارجى لشيكة تكتّلات اقليميّه اقتصاديّه وسياسيّه وجماهيريّه تندمج تدريجيّا مع تكتّلات أشمل ثم تختار الشراكه الاستراتيجيه مع إحدى القوى الدوليّه التى تتوسّم فيها مقوّمات القطبيّه العالميّه لتعطيها الدفعه اللازمه لها لتبدأ فى اشعال شرارة تفكيك الاطار الدولى الأحادى الذى خلقته أمريكا من اجل تعديل الموازين الدوليه العالميّه وفتح نافذة الشرق الأوسط على الشراكه التعدديه فى صنع القرار وتنفيذ الشرعيّه الدوليه....إذ أنه حينذاك... و حينذاك فقط ستجد اسرائيل نفسها مجبره على التراجع عن سياساتها والانصياع للشرعيّه الدوليّه ممّا سيفرض عليها التعايش السلمى رغم أنفها مع جيرانها بعد لوى ذراعها من أجل ارجاع الحقوق لأصحابها بعد تقييد حرّية ذلك الفتوّه الذى تحتمى به إحتماء الغانية بالبلطجى الذى يقودها )كان عليناو....كان عليناو....كان عليناولكننا......لم نفعل أى شيئ (سوى الإقتتال الداخلى )لماذا؟؟؟!!!!يبدو أنه لا إجابة على التساؤل سوى أننا دول "مقرى" فاتحتنا على أمريكا.... و فى انتظار ليلة "دخلتنا" (إن لم تكن أمريكا قد دخلت بنا و "بنت" علينا و "وطئتنا" و اللى كان كان)....
سلام مربع يا جدع .....
و اللى يحبنا ما يضربش نار

ليست هناك تعليقات: