الاثنين، 31 مارس 2008

مع تحيّات الوحدة 12


على قدر ماتكون متعتى عند مشاهدة مباريات كرة القدم العالمية - وأحياناً العربية- على قدر ما يكون عذابى عند متابعة مبارياتنا المحلّية , إذ تمتزج فيها بدائيّة الإخراج التليفزيونى ببدائيّة أسلوب و مستوى ممارسة اللعبة.


ويبدأ العذاب مع ظهور مذيعة فقرات الربط والتى تكون فى كثير من الأحيان من قدامى المذيعات اللاتى أفلتن بأعجوبة من "التكهين" وتسربن إلى الشاشة الصغيرة - بنفس الطريقة التى تتسرب بها علب البولوبيف منتهية الصلاحية من مأمورى جماركنا المتشدقين بشعارات النزاهة وطهارة اليد التى يحققونها بغسل أيديهم بالـ"ديتول" بعد توقيع قسائم الإفراج عن مثل هذه الشحنات لتغرق فيها أسواقنا كغرق وجوه مذيعات "ماسبيرو" فى أطنان البودرة وكريمات الأساس ومساحيق التجميل فى محاولات يائسة للترميم بدلاً من النسف مع عدم إعادة البناء - .


من جهة أخرى فقد تكون مذيعة الربط من المذيعات الجدد اللاتى يتسللن إلى عزبة ماسبيرو عبر أنفاق المحسوبية وجسور المحاباة وكبارى الواسطة ( والتى تفوح رائحتها حالما تعرف إسم الأب ولقب العائلة لتكتشف أن هذه بنت الصحفى أو المذيع فلان وتلك بنت المخرج أو المعد أو المصور علان دون أى إعتبار لكونها دميمة أو بدينة أو "كدش" أو هتماء ....أو حتى بنصف لسان).


ونظراً لتكدس المبنى بالمذيعات من فلذات أكباد "الحبايب" و "القلاضيش" , و نظراً لإستنفاذ مساحات البرامج التافهة التى يمكن حشرهن بها , فإن ماسبيرو قد قرّر اللجوء إلى تكتيك الدفع بمذيعتين –وأحياناً ثلاثة- لتقديم برنامج واحد , فالحل السلس لمعضلة الإنفجار السكّانى بمبنى التليفزيون يظل هو تصدير هذه الكوارث لفقرات الربط حتى يتسنى لأى واحدة نصب كمين للمشاهد أثناء عبثه بالريموت كونترول و ترحاله على غير هدى بين القنوات , لتصطاده المذيعة على حين غرّة فى مشهد مأساوى ليس له عنوان أكثر تعبيراً من : "و لاتدرى نفس بأى أرض تموت "المدهش هنا أنه سواء كانت مذيعة الربط من الصنف الأول أو من النوع الثانى فإنها تظل فى أغلب الأحيان وفية للتقليد التراثى الذى سنته خالدة الذكر نجوى إبراهيم بارتداء اللون الأحمر أثناء تقديم المباريات من أعلى الراس حتى أخمص القدمين - من الملابس وحتى الساعات والاكسسوارات- فى مشهد يجعلنى أرجح أنه لو كان المذيعين الرجال يقدمون فقرات الربط هم أيضاً لارتدوا بذلة الإعدام الحمراء اثناء تقديم المباريات, إذ أنه لايهم فى عرف ذلك التقليد الخالد ما إذا كان الأهلى هو أحد طرفى المباراة أم لا, فالتقليد المقدّس سارى فى مباريات الزمالك مع الاسماعيلى و غزل المحلّة مع مركز شباب كفر القرايعة , وهو ذلك التقليد الذى يجعل الدم يغلى فى عروق الزملكاويه من أمثالى -خاصة إذا كانت المباراة بين الأهلى والزمالك- , ورغم أنه من المفترض أن يجعل هذا التصرّف الأهلاوية يشعرون بالخجل من ذلك التحيز الصارخ فإنه يجعلهم فى واقع الأمر يشعرون بالغبطة , و على أى حال فإن هكذا تقاليد تراثية حمراء تجعلنى أنظر إلى ذات الرداء الأحمر التى تتهته أمامى على الشاشه نظرة تؤكّد لى أن تلك الفعلة ما هى إلاّ رسالة تحذير مستترة من خطورة ماسيتم تقديمه على الأعصاب والصحة النفسيه.


ثم تنبرى تلك المذيعة بعد لحظات من التتييس والحملقة فى الكاميرا إلى أن ينبهها المخرج بأنها على الهواء عن طريق طرقعة أصابعه لها حتى يصل صوت الطرقعة إلى أذنى المشاهد فى منزله , وهو ما يجعل الشغالة تأتينى وهى تظن أننى الذى طرقعت لها أصابعى لتحضر لى دواء الضغط وحبة الذبحه التى أستعملها تحت لسانى بدلاً من اللب والسودانى أثناء المباريات.المهم أنه ما أن تبدأ المزغودة فى الكلام حتى أجد نفسى أردد معها الاكلاشيه الذى يتم استخدامه:



"والآن, أعزائى المشاهدين هواة الرياضة, ننتكل بكم إلى إذاعة خارجية على الهواء
مباشرة من إستاد الكاهرة لنكل التعليك والوصف التفصيلى لمباراة كرة الكدم بين
فريكى......و.....مع تمنياتنا بالتوفيك للفريكين"


ثم تبدأ مرحلة التعذيب الثانية, وهى الإنتظار الطويل إلى أن ينتهى إعصار الإعلانات العاصف لتلك المنتجات التى أشعر بالحاجة لأن أتخذ قراراً نهائياً بمقاطعتها نكايةً فى مديرى تسويقها الذين تهافتوا على هذا التوقيت للإعلان عنه .وما أن تنتهى الفقرة الإعلانيه حتى يبدأ مخرج الفترة فى التهتهة وهو يحاول تطبيق ماتعلمه فى كورس الكمبيوتر تحت إشراف إسم النبى حارسه "توتو" إبن جارتهم "أم دودو" ( هوّه الواد صحيح فى إعدادية , بس لهلوبة فى الكمبيوتر).و ماهى إلا لحظات و تنقلب الشاشة إلى باليتة ألوان متنافرة تتراقص فى عشوائية لتصيبك بالدوار والغثيان قبل أن تنتقل الكاميرا الى الملعب لتصطدم أذنيك بنفس الموسيقى التى لم تتغير منذ أن وعيت على مباريات الكرة فى أوائل السبعينات و حينئذ ......تكتشف إكتشافين مهمين:

أولهما أن مخرج المباراة ينتظم فى نفس كورسات توتو إبن أم دودو مع زميله مخرج الفترة (وإن كان يتفوّق على مخرج الفترة بقدرته الأكبر على التلاعب بالفونطات والكادرات فى تأثر واضح بمخرجى شرائط الافراح).

أما الإكتشاف الثانى فهو أن المباراة قد بدأت بالفعل منذ عدة دقائق لطول الفقرة الإعلانية و فى ظل الهرجلة وعدم التنسيق المعتادين فى أرض الكنانة (والتى أفرزت على الدوام تأخر رحلات مصر للطيران واصطدام القطارات وغرق العبارات فى النيل رغم بحث المسئولين -فى براءة طفولية ملائكية - عن أسباب تلك المصائب المزمنة التى نخرت عظام السياحة حتى النخاع). وهنا ....تسلم أمرك إلى الله من باب أن الله جاب...الله خد....الله عليه العوض , فتستعوض ربك فىّ متعة التعرف على أجواء الملعب وكواليس ماقبل المباراة و إنفعالات اللاعبين أثناء النزول إلى الملعب مع حمى البداية وزئير الأنصار ( فكل هذه كماليات لايستحقها المواطن المصرى,و....و......و..........."مش كفايه إن إحنا ذايعين لكم الماتش؟!!! وبعدين بلاش مياصة وصلبطة بقى , هوه إنتم لازم تاكلوا الفول بزيت الزيتون ومع السلطات؟؟!! ماإنتم طول عمركم بتاكلوه من على العربيات بزيت التموين "نمرة آخر حاجه" مع فحل بصل لكل زبائن العربيّة")


.ثم......

تبدأ مرحلة المعاناة والعذاب لمحاولة معرفة ملامح تشكيل الفريقين أثناء سير اللعب , بينما المعلّق المسكين "محتاس" بين لملمة الأوراق ومحاولة سرد التشكيل فى ظل لخبطة و دربكة السيناريو الذى ظل يعده ويحلم به و يتدرّب عليه أمام المرآة طوال الأسبوع المنصرم ,فقد شرع فى التعليق وهو "مزنوق" بين مايجرى بالفعل وما كان يجب أن يقوله قبل بدء المباراه ( وقد يزداد الطين بله إذا كان هناك هدف مبكّر قد تم إحرازه بالفعل قبل إنتقال الكاميرات للملعب , إذ يجد المعلّق حينذاك أن عليه وصف كيف تم إحراز الهدف مع الإستجارة بالمخرج أن يقوم بعرض إعادة للهدف على المشاهدين فى "محلسة" و "تملّق" مثل قوله"ان مخرجنا "العظيم" النهارده فلان الفلانى أكيد حيعيد ليكم الهدف" ...... , ولكنه عندما يكتشف أن"فيوزات" توصيلات الصوت بينه وبين سيارة التليفزيون "ضاربة" , فإنه مايلبث أن يعيد على مسامعنا إسطوانة مبررات المعلقين المشروخة والممجوجة من أن "المونيتور" لايعمل وأنه يذيع من أعلى نقطة فى إستاد القاهرة). المثير للدهشة هو أن المعلّق إذا لم يتمكّن فى تلك الحالات من التسامح ونسيان الإحراج الذى سببه له مخرج المباراة , فإنه لا يقرر الإنتقام منه , بل يقرّر أن ينتقم إنتقاماً شنيعاً فى شخص المشاهد المسكين الجالس أمام التليفزيون فى إمبابة وصفط اللبن ليجعله كالجالس على الكرسى الكهربائى فى أوكلاهوما و أوهايو (وإذا كان المعلق قد تم إجباره على أن يغنى "نبتدى منين الحكاية" فماالمانع أن يقوم هو بإجبار المتفرّج على أن يغنى .....".ظلموه").


وهنا.... يبدأ كل معلق فى تعذيب المشاهد بطريقته الخاصة : فهذا معلّق كسلان لدرجة أنه يتابع اللاعبين بالمراكز والارقام من باب أن زيد زى عبيد و تحقيقاً لمقولة محمد صبحى فى مسرحية "وجهة نظر" عندما أعلنها مدوّيةً : "و الله ما بتفرق معانا الأسماء" .و هذا معلّق يتمتع بنبرة صوت باعثة على التثاؤب بوصفه الممل و الروتينى لكل كرة بأنها حلوة حتى من قبل أن تخرج من قدم اللاعب , وحتى ولو كانت التسديدة طائشة و فى ساعة الاستاد. أما عن "الخبر أبياااااااااااااض" فهى "لازمة" ليس لها أى "لازمة" كصاحبها ..... و فى واقع الأمر فلست أعلم سبب إصرار كل معلّق على إبتداع "لازمة" و كأنها فرض مقدّس , فهذا يتحفك بالــ هللا هللا هللا , و الثانى يصدّعك بالــيااااه ياااااه يااااه ,والثالث يلاحقك بالـــ جوون و جووون و جوووون , و الرابع لا يفوّت فرصة إلاّ و يذكّرك بأنه ..."لا زالت المقدّمة بيضاء و المؤخّرة –لامؤاخذة- حمراء"). و...حدث ولاحرج عن" شلّة" المعلقين من لواءات الجيش الذين يتسللون إلى مهنة التعليق عبر بوابة مباراة الأهلى والجيش السنوية فى يوم المحارب (والمقررة علينا كالإقرار الضريبى -وإن إختلفت عنه فى إستحالة التهرب منها- ) , فمع كامل الإحترام لجيشنا الباسل و قياداته المغوارة فإن خلفية السادة اللواءات المعلّقين عن الكرة سطحية و عتيقة للغاية , ناهيك عن إفتقادهم –بحكم الوظيفة- لخفة الظل و القدرة على التواصل و التبسّط مع الأفراد......أقصد مع المشاهدين. ثم.... يأتى دور المتسللين من لجنة الحكام (و تكتمل الكارثة عندما يكون المعلّق حكماً و لواءاً سابقاً فى آن واحد , إذ يصلح المشاهد حينذاك مكرّ مفرّ مقبلٍ مدبرٍ معاً كجلمود صخر حطّه المعلّق من علِ). و فى واقع الأمر فإن التعذيب على أيدى المعلّقين صنوف و ألوان , فهذا معلّق يعيش حالة من التوهان ليعطيك الإنطباع بأنه قد توقف قبل الذهاب للإستاد فى أحد الغرز على طريق مسطرد أو كوم السمن لضرب بعض الأنفاس مع سائقى البيجو والتريللات , و ذلك معلّق يجعلك تشعر بأنك جالس على كرسى المحاضرات فى حصة التكتيك بكلية التربية الرياضية, و ذاك معلّق يشيع جوّاً من روح الفكاهة بطريقة "البمبوطية" الركيكة فى نطق أسماء اللاعبين الأجانب بحيث لايفوقها ركاكة سوى نطقه للغة العربية ذاتها , لتخرج الكلمات من فمه متقطعة كـ"تقطيع" التاكسى الـ"فيات" الذى يستجير ليتم تكهينه فيستريح ويريح البشر من عوادمه. و إذا كان نجاح بعض المعلّقين فى الظفر بمقعد فى مجلس إدارة ناديه الذى تخرّج منه أو فى إتحاد اللعبة أو أحد لجانها لا يقى المشاهد من خطر ذلك المعلّق الذى يستمر بكل "تناحه" فى مهنة التعليق , فإن ذلك قد يمكن تحمّله لو لم يكن بعض هؤلاء المعلّقين قد وصلوا إلى حالة من الإستظراف إلى الدرجة التى دفعت أحدهم إلى إتحافنا بمقولته الشهيرة :


"يا واد يا مجرم"

بينما وصلت خفة الدم بالبعض الآخر إلى درجة أننى سمعت أحدهم يقول وهو يعلّق على أحد المباريات أن حارس المرمى قد إصطاد الكرة بعد إصطدامها بالقائم قائلا لها :


"قفشتك , تعالى هنا, إنتى رايحة فين"

( وكأنه أحد "الصيّع "على الناصية و هو يتأهب لإصطياد إحدى المتبخترات بالكعب العالى أمام قهوة زكى البرنس). أمّا شلّة المعلقين الشباب الباحثين دون أمل عن هوية لهم فإننى أستسمحهم فى أن أوجه عنايتهم إلى أنهم لن يجدوها وسط أنقاض متعة المشاهد المسكين.


و هكذا....... تكتشف أن المعلقين الذين كان بإمكانهم الحفاظ على متعتك وأعصابك و تجنيبك دخول الرعاية المركزة قد رحلوا إلى الفضائيات العربية الخاصة وتواروا عن المشاهد المطحون وراء حائط الديكودر وأسوار التشفير. ولأن الغرض - على ما يبدو - ليس فقط تعذيب المشاهد ( بل التشفى فيه والتمثيل بجثته) فإن طاقم الوحدة 12 إذاعة خارجية من مخرج ومصورين يتكفلون بإتمام ذلك على أكمل وجه , و ذلك بإختيار الزوايا الخاطئة لوضع الكاميرات لإعطائك الإحساس بأنك تتلصص على المباراة كمن يتلصص على جارته من بين فتحات الشيش الضيقة وهى تقوم بتبديل ملابسها. و حدث و لا حرج عن تخبط الكاميرا فى حركات تشنجية باحثة عن الكرة وكأن حامل الكاميرا قد أصابته نوبة صرع ,لتنتهى النوبة فيكتشف المتفرج أن الكاميرا قد تُرِكَت مثبتة على وسط الملعب الخالى من اللاعبين بينما قمة الإثارة جارية فى ذات اللحظة أمام أحد المرميين ,ناهيك عن محاولات المخرجين الساذجة لنقل إنطباع الجماهير , لتجد أنك تشاهد نفس الوجوه على الشاشة فى كل مباراة وهى جاهزة و متأهبة للتصوير (فمنهم من يشير بعلامة النصر كياسر عرفات , و منهم من يرفع إبنه كشوال العجين فوق رأسه فيما الطفل يبكى مذعوراً , و منهم من يريك ماركة الموبايل الذى قام بتأجيره خصيصاً لزوم التصوير , و بالطبع لا يسلم الأمر من إصبع أوسط مفلوت فى وجهك من مشجع طائش بين الحين والآخر).


و استكمالاً لــ"رذالة" الإخراج و "سماجة" التصوير فإنه لو كان هناك جنس ناعم فى المدرجات فإن المخرج يطاردهن (حتى ولو كن شبه عبد الفتاح القصرى),ناهيك عن تثبيت الكاميرا على الأجهزة الفنية لحين إنتهاء خطورة الهجمة التى لم تراها بدلاً من نقل لمحة من الإنفعالات على الدكة. و فى الواقع فإن المشاهد يتأكّد له بما لا يدع مجالاً للشك أن المخرج......مالوش فى الكورة و لا يعرف الفارق بين الكرة و الكنتالوباية , و ذلك عندما تصل الأمور إلى......الإعادات بالسرعة البطيئة , فإذا كان هناك شبهة فى تسلّل المهاجم فإن المخرج يقوم بعرض الإعادة من الزاوية التى لا تمكّن لجنة الحكّام بالــ"فيفا" من الحكم على الكرة بينما باقى الزوايا تحت يدى المخرج الذى لا يملك الحس الكروى اللازم لإختيار الزاوية المناسبة من بينها , ناهيك عن أن تلك الإعادات يتم عرضها فى وسط الهجمات الخطيرة و بالسرعه الميته- وليس البطيئة- ( ومنذ أن كانت مشروع فكرة فى رأس أول لاعب قام بصنع الهجمة) , مع تجاهل عرض تلك الإعادات فى الوقت المناسب ( لتجد نفسك تشاهد توقف اللعب الممل أثناء علاج المصابين لدقائق عديدة قد يكون الحكمةالوحيدة منها إعطاء الفرصه للمشاهد لإلتقاط أنفاسه و وضع قناع الأوكسوجين على وجهه الــ"أسفيكسى" المختنق الحالك الزرقة).


و..... تنتهى جلسة العذاب بإنطلاق صفارة النهايه , فيسرع المخرج بنقل الكاميرا فى "زوووووم" مفاجئ على وجهٍ كالح مجهول الهوية لايعرفه أحد وهو يدخن سيجارة سوبر و "مجعوص" على أحد كراسى الفراشة خلف رجال الأمن , لتكتشف لاحقاً أنه إبن إخت حماة المخرج (والتى أعطته تحذيراً بأنه لن يدخل البيت إذا لم يبروزه لخالته و للجماهير على الشاشة).

ثم.... ترحل الجماهير , و يلف الصمت المدرجات رويداً رويداً , فينطلق عمّال الإستاد لتفحّص السبانخ والرجلة والملوخية المزروع بها أرضية الملعب التى أهدت رباطاً صليبياً ممزقاً لعدد لا بأس به من اللاعبين , بينما أنزوى أنا متقرفصاً أمام الحوض فى الحمام وأنا أقاوم نوبة الغثيان والقيئ الشرسة التى تنتابنى بعد المباريات , قبل أن أتقوقع فى سريرى مستسلماً لكمادات زوجتى الباردة ( و وصف الباردة هنا يعود بالطبع على الكمّادات وليس على زوجتى.........ماتودّوناش فى داهية), و بالطبع فإنه لا يفوت زوجتى وهى تضع الكمادات على رأسى أن توبخنى قائلة :



" آدى اللى إحنا أخدناه من الكورة يا فالح"

ليست هناك تعليقات: